في خطوة جريئة، بدأت جنرال موتورز في تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على المكونات المصنعة في الصين، حيث طلبت من العديد من الموردين التوقف عن استخدام أي أجزاء أو مواد قادمة من هناك، مع تحديد مواعيد نهائية للبعض حتى عام 2027، يأتي هذا في إطار جهود الشركة لتأمين سلاسل التوريد الخاصة بها وسط التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
تسعى جنرال موتورز إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الصين، خاصة بعد الأزمات التي شهدها السوق العالمي بسبب نقص الرقائق الإلكترونية خلال السنوات الماضية، حيث تسببت تلك الأزمات في توقف خطوط إنتاج العديد من السيارات حول العالم، وهذا التحول في استراتيجية جنرال موتورز يعكس حاجة الصناعة إلى سلاسل توريد أكثر أمانا واستقرارا.
لكن فصل سلاسل التوريد عن الصين ليس مهمة سهلة، فالصين تظل مركزا رئيسيا لتصنيع مكونات السيارات بسبب تكاليف الإنتاج المنخفضة وتوفر المواد، حتى لو وجدت بدائل، فإنها قد تكون أغلى وأبطأ في التوريد، لذلك تحاول جنرال موتورز إيجاد توازن من خلال توسيع استثماراتها في التعدين داخل الولايات المتحدة، خاصة في المعادن الضرورية للبطاريات مثل الليثيوم، بالإضافة إلى التعاون مع موردين من دول أخرى.
يرى الخبراء أن التخلص الكامل من المكونات الصينية في وقت قصير يعد أمرا شبه مستحيل، لكن الشركات تتحرك الآن نحو تقليل المخاطر بدلاً من قطع العلاقات نهائيا، والهدف هو توزيع مصادر التوريد بدلاً من الاعتماد على دولة واحدة قد تعطل الصناعة في حال حدوث أي توتر سياسي، هذه الخطوة تمثل اتجاها واسعا في صناعة السيارات نحو إعادة ترتيب سلاسل التصنيع، مع التركيز على الأمان والاستقرار بدلاً من انخفاض التكلفة، وهو تحول قد يغير معالم الصناعة خلال السنوات القادمة.
تعليقات