تعاني إسرائيل حاليًا من أزمة خطيرة في نظام احتجازها، حيث أظهر تقرير حديث لمكتب المحامي العام أن العديد من السجون ومراكز الاحتجاز تعاني من اكتظاظ شديد وظروف صحية متدهورة، مما يثير قلقًا كبيرًا حول حقوق السجناء ومعاملتهم في هذه المنشآت.
واقع السجون في إسرائيل
وفقًا للنتائج المستندة إلى زيارات رسمية في العامين الماضيين، فإن نظام السجون يعاني من ضغط كبير بسبب الزيادة الحادة في الاعتقالات، خاصة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد السجناء تجاوز 23,000، في حين أن الحد الأقصى القانوني لا يتجاوز 14,500.
وعلى الرغم من أن مصلحة السجون الإسرائيلية اعترفت بوجود أزمة الاكتظاظ، إلا أنها أكدت أن المسؤولية تقع على عاتق السلطات الوطنية، مشيرة إلى أن المحكمة العليا قد أصدرت توجيهات في هذا الشأن منذ عام 2017.
التقرير يوضح أن الحياة اليومية للسجناء تتسم بصعوبة شديدة، حيث يعيشون في زنازين مكتظة تجعل من الصعب عليهم الحركة، كما ينام العديد منهم على مراتب رقيقة على الأرض، ويعانون من ظروف صحية سيئة، مثل الحرارة الشديدة والهواء الخانق، بالإضافة إلى انتشار الحشرات.
التداعيات الناتجة عن الحرب
مع استمرار الحرب، ازدادت أعداد المعتقلين بشكل كبير، حيث تم احتجاز آلاف الأشخاص من غزة والضفة الغربية، مما زاد من الضغط على النظام الحالي، ورغم محاولات مصلحة السجون تحسين الوضع، إلا أن الظروف لا تزال غير مقبولة.
تظهر تقارير المفتشين أن العديد من السجون تعاني من اكتظاظ يفوق ما تعتبره المحكمة العليا مقبولًا، حيث ينام السجناء في أماكن ضيقة للغاية، وبعضهم يضطر للنوم بجوار المراحيض.
في سجن أبو كبير، على سبيل المثال، تم تصميم زنزانة لستة سجناء، ولكنها كانت تضم اثني عشر شخصًا، مما أدى إلى ظروف صحية سيئة، ورائحة كريهة مستمرة، بالإضافة إلى وجود مراحيض متهالكة تؤثر بشكل كبير على حياة السجناء.
السجون النسائية
أما بالنسبة للسجون النسائية، فالوضع يبدو أكثر خطورة، حيث تعاني السجينات من نقص في الرعاية الصحية والنفسية، ولا تتوفر لهن بيئات علاجية مناسبة، مما يزيد من معاناتهن النفسية والجسدية.
بحسب التقرير، كان هناك حوالي 4500 سجين ينمون بلا أسرة، ويعاني الكثير منهن من ظروف غير إنسانية، حيث يقضين معظم وقتهن في زنازين غير صالحة للسكن.
تتطلب هذه الأوضاع تدخلًا عاجلًا من السلطات المعنية لإيجاد حلول جذرية، حيث أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل السجون، مما يشكل تحديًا كبيرًا للعدالة وحقوق الإنسان في المنطقة.



تعليقات