في مثل هذا اليوم، نحتفل بذكرى الفنانة الكبيرة بهيجة حافظ، التي ولدت عام 1908 ورحلت عنا في 1983، تاركة وراءها إرثاً فنياً غنياً لا يمكن نسيانه، فقد كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي تركن بصمة واضحة في مجالات التمثيل والإنتاج والموسيقى في السينما المصرية.
حياة بهيجة حافظ
اسمها الكامل بهيجة إسماعيل محمد حافظ، وُلدت في الإسكندرية لعائلة عريقة، فوالدها كان من رجال البلاط السلطاني، وكان له شغف بالفن والموسيقى، وقد أثر ذلك بشكل كبير على مسيرتها الفنية، حيث كانت والدتها أيضاً تعزف على الكمان، بينما كانت بهيجة مغرمة بعزف البيانو.
تأثرت بهيجة كثيراً بالمايسترو الإيطالي جيوفاني بورجيزي، الذي كان صديقاً لوالدها، وقد ساهم في صقل موهبتها الموسيقية، حيث ألفت أول مقطوعة موسيقية في سن التاسعة، وعندما بلغت من العمر 18 عاماً، أصبحت أول مصرية تنضم لجمعية المؤلفين في باريس، لتبدأ مسيرتها الفنية بشكل جاد.
الانتقال للقاهرة والانطلاق في السينما
بعد طلاقها ووفاة والدها، انتقلت بهيجة إلى القاهرة، حيث بدأت احتراف الموسيقى من خلال مجلة المستقبل، التي ظهرت على غلافها كأول مؤلفة موسيقية مصرية، وهذا الظهور لفت أنظار المخرج محمد كريم، الذي اختارها لتكون بطلة فيلم “زينب”، لتدخل عالم السينما من أوسع أبوابه.
أول وجه نسائي في السينما
تعتبر بهيجة حافظ أول وجه نسائي يظهر على الشاشة في السينما المصرية، حيث كانت تعزف الموسيقى التصويرية للأفلام الصامتة، وأيضاً أنشأت شركة إنتاج سينمائي، وكان فيلم “الضحايا” هو باكورة أعمالها، وقد ساهمت في اكتشاف العديد من النجوم الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز الوجوه في السينما العربية.
إن إرث بهيجة حافظ الفني لا يزال حاضراً في قلوب الكثيرين، وتستحق بكل تأكيد الاحتفاء بها كواحدة من رائدات الفن في مصر.