اليوم نحتفل بعيد ميلاد النجمة الكبيرة شريهان، التي تُعد واحدة من أبرز أيقونات الفن الاستعراضي في العالم العربي، فمسيرتها الفنية تجمع بين الموهبة الفذة والإرادة القوية، مما جعلها تحظى بمكانة خاصة في قلوب الجمهور المصري والعربي.

بدايات شريهان الفنية

وُلدت شريهان في 6 ديسمبر 1964 بحي الزمالك في القاهرة، حيث نشأت في عائلة لها جذور في الفن والقانون، والدها المحامي أحمد عبد الفتاح الشلقاني ووالدتها عواطف محمود هاشم، بينما كان أخوها غير الشقيق الموسيقار الراحل عمر خورشيد هو أول من اكتشف موهبتها، ولعب الفنان عبد الحليم حافظ دورًا في إبرازها للجمهور.

مسيرة النجومية

بدأت شريهان مشوارها الفني منذ طفولتها، حيث درست الباليه والرقص التعبيري في عدة دول مثل باريس ولندن ومدريد، وظهرت في أعمال سينمائية مثل “ربع دستة أشرار” و”قطة على نار”، لكن الثمانينيات كانت بداية انطلاقتها الحقيقية، حيث قدمت أدوارًا مميزة في أفلام شهيرة مثل “العذراء والشعر الأبيض” و”خلي بالك من عقلك”، وأصبحت واحدة من أهم نجمات المسرح من خلال أعمال لا تُنسى مثل “سك على بناتك” و”شارع محمد علي”.

تحديات وصمود

لكن مسيرتها لم تكن سهلة، فقد واجهت العديد من الأزمات القاسية، بدءًا من الحملات الصحفية التي حاولت تشويه صورتها، مرورًا بحادث أليم عام 1990 أدى إلى كسر في العمود الفقري، وصولًا إلى مرضها بسرطان الغدد اللعابية الذي أثر على مظهرها وصحتها، ومع ذلك لم تفقد شغفها بالفن، فعادت بعد معاناتها لتقف على خشبة المسرح مجددًا، مصممة على تقديم الأفضل لجمهورها.

عودة مبهرة

في عام 2021، عادت شريهان إلى الأضواء بمسرحية “كوكو شانيل”، بعد غياب دام نحو 19 عامًا، لتؤكد للجميع أن الإصرار والمثابرة يمكن أن يحققوا المعجزات، فهي تظل رمزًا للوفاء لزملائها، كما أظهرت ذلك في مواقف إنسانية عديدة، منها رفضها تقديم عرض في وقت مرض أحد زملائها.

محبة الجمهور

رغم السنوات الطويلة من الغياب، إلا أن شريهان لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور بوصفها “النجمة التي تُحبها القلوب قبل العيون”، حيث قدمت الفرح بلغة خاصة خلال فترة الفوازير، وأصبحت أدوارها جزءًا من تاريخ الاستعراض المصري، لتبقى واحدة من أبرز نجمات جيلها وأكثرهن تأثيرًا.

تجسد قصة شريهان أن الموهبة وحدها لا تكفي لصنع النجومية، بل الإرادة والشغف هما مفتاح النجاح، مما يجعلها مثالًا يُحتذى به في عالم الفن.