شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا يوم السبت 6 ديسمبر، حيث ساهمت حالة الجمود في محادثات السلام الأوكرانية في دعم السوق، رغم أن هناك مخاوف من تخمة المعروض قد تؤثر على الأسعار.

سجلت العقود الآجلة للخام الأميركي زيادة بمقدار 41 سنتًا، ليصل سعر البرميل إلى 60.08 دولار، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 49 سنتًا، ليصل السعر إلى 63.75 دولار عند التسوية.

على مستوى الأداء الأسبوعي، ارتفع سعر الخام الأميركي بنسبة 2.6%، بينما سجل خام برنت زيادة بنسبة 0.8%، مما يعكس تباين الاتجاهات في السوق.

يقول تاماس فارغاس، محلل سوق النفط، إن حركة الأسعار كانت محدودة هذا الأسبوع، ويرجع ذلك إلى عدم إحراز تقدم في محادثات السلام الأوكرانية، مما يعطي انطباعًا إيجابيًا للسوق، لكن هناك أيضًا تأثير سلبي من زيادة إنتاج أوبك، مما يخلق توازنًا هشًا في التداول.

أوبك+ واستقرار الإنتاج

اتفقت أوبك+ على الحفاظ على مستوى الإنتاج دون تغيير حتى عام 2026، مما يضيف دعمًا إضافيًا للأسعار في ظل التحديات الحالية.

يعتقد المحللون أن خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، بالإضافة إلى التوترات مع فنزويلا، قد يساهم في تعزيز أسعار النفط، حيث توقع 82% من الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع رويترز خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم.

يشير كبير الباحثين في بورصة لندن، آنه فام، إلى أن عوامل العرض تبقى محور الاهتمام، حيث أن أي اتفاق سلام مع روسيا قد يزيد من إمدادات النفط في السوق، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار، بينما التصعيد الجيوسياسي قد يرفعها.

التوترات الأميركية الفنزويلية

تترقب الأسواق توغلًا عسكريًا أميركيًا محتمل في فنزويلا، بعد تصريحات الرئيس ترامب حول اتخاذ إجراءات ضد تجار المخدرات، مما قد يعرض إنتاج فنزويلا من النفط، والذي يبلغ 1.1 مليون برميل يوميًا، للخطر، وهو ما يؤثر بشكل كبير على السوق العالمية.

كما ساهم فشل المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا في دعم الأسعار، حيث كان من الممكن أن تشمل تلك المحادثات إعادة النفط الروسي إلى السوق، مما يضيف مزيدًا من الضغوط على الأسعار.

في سياق متصل، خفضت السعودية أسعار بيع خامها العربي الخفيف لشهر يناير إلى أدنى مستوى لها في خمس سنوات، مما يعكس الفائض المتزايد في المعروض.