تشهد الشركات في القطاع الخاص بلبنان نشاطاً تجارياً متزايداً للشهر الرابع على التوالي، حيث سجل شهر نوفمبر الماضي نمواً ملحوظاً في الطلبات الجديدة، مما أدى إلى تحقيق أسرع معدل نمو في النشاط التجاري منذ بداية الدراسة، وهو ما يتماشى مع الأرقام المسجلة في سبتمبر الماضي، هذا التحسن جاء نتيجة لزيادة قوية في الطلب مما أسهم في رفع مستوى الإنتاج، بالإضافة إلى ارتفاع في مؤشرات التوظيف والأنشطة الشرائية.

مؤشر مديري المشتريات في لبنان ارتفع إلى 51.3 نقطة في نوفمبر 2025، مقارنة بـ50.6 نقطة في أكتوبر، مما يدل على تسارع التحسن في النشاط التجاري، وبهذا يبقى المؤشر فوق المستوى المحايد الذي يعبر عن حالة النمو أو الانكماش، حيث أن المستوى المحايد هو 50 نقطة.

التوظيف

رغم أن مؤشر مديري المشتريات أظهر نمواً في النشاط، إلا أن معدل التوظيف شهد تباطؤاً في نوفمبر مقارنة بالشهر السابق، حيث كان قد سجل أعلى معدل له منذ عام 2013 في أكتوبر.

التضخم

أسعار المعادن مثل الحديد والصلب والذهب شهدت ارتفاعاً، بالإضافة إلى زيادة أسعار الواردات والرسوم الجمركية، مما أدى إلى تسارع معدل التضخم في أسعار المشتريات، بينما ارتفعت أسعار الإنتاج بأدنى معدل لها في ثلاثة أشهر.

توقعات سلبية

على الرغم من ارتفاع مستوى الثقة في النشاط التجاري، إلا أن التوقعات للعام المقبل لا تزال سلبية، بسبب المخاوف الأمنية التي تشعر بها الشركات، خاصة مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله.

وفي تعليق على نتائج مؤشر مديري المشتريات، قال الدكتور فادي عسيران، المدير العام لبنك بلوم إنفست، إن النمو جاء مدفوعاً بزيادة قياسية في الطلبات الجديدة، وهو ما ساهم في دعم الإنتاج، بالإضافة إلى تحسن الوصول إلى الأسواق الأجنبية، ومع ذلك، فإن التوقعات المستقبلية لا تزال هشة، حيث سجل مؤشر الإنتاج المستقبلي 40.1 نقطة، مما يشير إلى توقعات سلبية للنشاط التجاري على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة.

بينما استهدفت إسرائيل بيروت في الآونة الأخيرة، مما زاد من القلق، إلا أن مؤتمر بيروت 1 أظهر آمالاً بتنفيذ إصلاحات واستقطاب الدعم الدولي، حيث تشير المحادثات مع صندوق النقد الدولي إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.