في اليوم الثاني من المعرض التجاري الدولي للأغذية والمشروبات “فوود أفريكا”، الذي افتتحه نائب رئيس الوزراء، شهد الحدث حضورًا كبيرًا من رجال الأعمال والخبراء في مجال الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية، حيث تم تناول العديد من القضايا المهمة في هذا القطاع الحيوي.
خلال جلسة تناولت “تعزيز القدرة التنافسية وفرص الاستثمار في صادرات مصر الزراعية والغذائية”، تحدث الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، عن رؤيته التنموية بعد أكثر من عام ونصف من توليه المنصب، وأوضح أن قنا تعتبر محافظة زراعية بامتياز، حيث تزرع أكثر من 300 ألف فدان، بالإضافة إلى مشروعات استصلاح الأراضي التي تشهد توسعات كبيرة مقارنة بباقي محافظات الصعيد.
وأشار المحافظ إلى التحديات التي تواجه القطاع الزراعي مثل تفتت الملكية وضعف الإرشاد الزراعي ومشاكل المياه، لكنه أكد أن قنا تمتلك ميزات قوية منها زراعة قصب السكر التي تحتل مساحة تتجاوز 116 ألف فدان، حيث تضم ثلاثة مصانع تنتج نحو ثلث إنتاج مصر من السكر، بالإضافة إلى مصانع الورق والفايبر بورد المعتمدة على مخلفات القصب.
كما تحدث عن رؤية المحافظة للتحول إلى “محافظة خضراء” من خلال التوسع في الزراعات العضوية ودعم تصنيع الأسمدة العضوية والفسفورية، مستفيدين من قربهم من مصادر الفوسفات في الوادي الجديد وأسوان.
أما فيما يتعلق بجذب الاستثمارات، فقد أكد المحافظ أن الدولة تعمل على تعزيز التنمية العمرانية والخدمات لجعل المحافظة جاذبة للاستثمارات سواء كانت محلية أو عربية أو أجنبية.
خريطة استثمارية واضحة
تتضمن جهود تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية والمراكز التجارية، حيث تعمل قنا على إعداد خريطة استثمارية واضحة تساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات سريعة، كما ترتبط التنمية الزراعية بتطوير العمران والريف، ضمن رؤية “التنمية المتوازنة” التي تهدف إلى خلق أقطاب تنموية رئيسية مثل مدينة قنا الجديدة ومدينة غرب قنا، بالإضافة إلى تعزيز السياحة الريفية في دندرة.
وأكد المحافظ أن نجع حمادي وقفط يمثلان محاور للنمو الاقتصادي بفضل وجود مناطق صناعية ومنطقة حرة في قفط، مشيرًا إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع قنا الذي يجعلها أقرب نقطة للبحر الأحمر عبر طريق قنا–سفاجا، مما يعزز سهولة التصدير عبر ميناء سفاجا الذي يشهد تطويرًا يشمل إنشاء رصيف حاويات جديد يدخل الخدمة عام 2026.
كما يجري العمل على محطة تبادلية للقطار السريع الذي سيربط الصعيد بالبحر الأحمر، مما يسهل نقل الركاب والبضائع ويخلق ميزة تنافسية قوية للصادرات الزراعية والصناعية.
وتحدث المحافظ عن تعاون المحافظة مع عدد من الجهات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة اليونيدو، بالإضافة إلى شركات عالمية، حيث قام مؤخرًا بزيارة مقاطعة خنان الصينية التي تضم واحدة من أكبر شركات تصنيع الجرارات والمعدات الزراعية، ويجري التعاون حاليًا لبدء نشاط لها في قنا، تمهيدًا للوصول إلى مرحلة التصنيع المحلي لخدمة جنوب الصعيد.
استعرض المحافظ أيضًا محفزات الاستثمار بالمحافظة، حيث تمتلك قنا مجموعة من المزايا التنافسية مثل سهولة الحصول على الأراضي من جهات متعددة وتوافر المياه السطحية والجوفية، بالإضافة إلى وجود 6 مناطق صناعية والمنطقة الحرة في قفط، مما يعزز كفاءة الخدمات اللوجستية، كما أن المناخ مثالي لزراعة النباتات الطبية والعطرية مع توسعات مرتقبة في هذا القطاع، ليختتم حديثه بالتأكيد على أن محافظة قنا تُعد من أكثر المحافظات الواعدة زراعيًا وتصنيعيًا، وأن هناك فرصًا كبيرة للتوسع في إنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية في المرحلة المقبلة.

