شهدت أسعار الفضة اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية، حيث وصلت إلى 61 دولارًا للأوقية، وهو مستوى تاريخي جديد، ويعود هذا الارتفاع إلى زيادة الطلب الصناعي والتوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الضغوط المستمرة على جانب المعروض، بحسب تقرير مركز “الملاذ الآمن”.
في الأسواق المحلية، ارتفعت أسعار الذهب بحوالي جنيه واحد، حيث سجل جرام الذهب عيار 800 سعرًا يتراوح بين 74.5 إلى 75.25 جنيهًا، وسعر جرام الفضة عيار 925 بلغ 87 جنيهًا، بينما سعر جرام الفضة عيار 999 وصل إلى 94 جنيهًا، واستقر سعر جنيه الفضة عند 696 جنيهًا.
وعالميًا، ارتفعت أسعار الأوقية من 58.27 دولارًا إلى 61 دولارًا، وسط إقبال كبير من المستثمرين على شراء المعادن، مما يعكس رغبة متزايدة في بناء مراكز استثمارية في هذا القطاع.
تفوق الفضة على الذهب
استمر تفوق الفضة على الذهب، حيث ارتفعت نسبة الذهب إلى الفضة إلى 69 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021، ويأتي هذا الارتفاع بعد عام مميز للفضة، التي حققت مكاسب بلغت 110% منذ بداية 2025، مما يجعلها تتفوق على أداء الذهب والعديد من السلع الصناعية.
عوامل الدعم للفضة
تدعم عدة عوامل الزخم الحالي للفضة، أبرزها الطلب المتزايد في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مشاكل سلاسل التوريد العالمية التي أدت إلى نقص المعروض منذ أغسطس الماضي، كما أن المستثمرين بدأوا يظهرون اهتمامًا متجددًا بالفضة كأصل للتحوط، ورغم التحسن الجزئي في سلاسل الإمداد، لا تزال حالة عدم اليقين مسيطرة على الأسواق.
تحركات المخزونات العالمية
أظهر تقرير “الملاذ الآمن” أن مخزونات بورصة لندن ارتفعت منذ بداية العام بنحو 1447 طنًا، بينما زادت مخزونات كومكس بمقدار 4311 طنًا، ويظل الجزء الأكبر من المخزون مركزًا في لندن، حيث بلغت النسبة 1.91 مقابل مخزونات كومكس، وهي أعلى نسبة منذ يناير الماضي.
كما أشار التقرير إلى أن حوالي 78% من حيازات الفضة في خزائن جمعية سوق لندن للمعادن الثمينة مُمثلة بصناديق المؤشرات المتداولة، مقارنة بـ 65% في نوفمبر 2024.
تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة
شهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة أكبر تدفقات لها منذ 2020، حيث ارتفعت مقتنياتها بنحو 487 طنًا في نوفمبر، وبأكثر من 475 طنًا منذ بداية ديسمبر، مما يعكس دخولًا قويًا من المؤسسات إلى السوق، ورغم ارتفاع الطلب الاستثماري، تشير الزيادة في الكميات المتاحة ببورصة لندن إلى تحسن تدريجي في ظروف السوق.
نظرة مستقبلية
يرى بنك ستاندرد تشارترد أن الفضة قد تشهد ارتفاعًا إضافيًا، لكنه حذر من احتمالات تقلبات على المدى القصير، حيث يبحث السوق عن توازن جديد بعد الارتفاعات الحادة الأخيرة، كما توقع خبراء المعادن أن يمر السعر بتصحيح محدود قبل أن يعود لتسجيل قمم جديدة، خاصة في ظل الضبابية المرتبطة بتقرير المعادن الحيوية S232 الذي قد يزيد من نقص المعروض في الأسواق الإقليمية.
دعم دولي من التقارير العالمية
تتفق بيانات رويترز ووول ستريت جورنال وفايننشال تايمز على أن الفضة تشهد مرحلة تحول استراتيجي، حيث تعتبر معدنًا صناعيًا رئيسيًا وأصلًا استثماريًا في آن واحد، مع توقعات بتداولها في نطاق 55–70 دولارًا على المدى القريب، ورغم الأداء الاستثنائي، يحذر محللون من إمكانية هبوط الأسعار في حال تحسنت البيانات الاقتصادية الأمريكية أو زاد الإنتاج في المناجم الرئيسية عالميًا.

