شهد القطاع الزراعي في مصر تحولًا كبيرًا يقوده جيل جديد من الشباب، حيث يعمل هؤلاء الشباب على تطوير أساليب جديدة تعزز من تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، وهذا ما أكده هشام النجار، نائب رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، خلال كلمته في معرض فود أفريقيا، مما يعكس طموحهم في إعادة صياغة مستقبل الزراعة في البلاد.
وأشار النجار إلى أن دخول الشباب في هذا المجال ساهم في خلق بيئة ديناميكية تعتمد على الابتكار والإدارة العلمية، وهو ما يعزز من مكانة مصر كمصدر موثوق به في الأسواق الدولية، حيث أصبح من الضروري فهم احتياجات كل مستورد، سواء في التعبئة أو الجودة أو سلاسل الإمداد.
وأوضح أن القيمة المضافة أصبحت العمود الفقري للتوسع في التصدير، حيث لم يعد كافيًا إنتاج سلعة جيدة فقط، بل يجب أن تتماشى مع متطلبات الأسواق المختلفة، مشيرًا إلى أن الدول التي تستوعب هذا المفهوم هي التي تستطيع المنافسة بقوة.
كما لفت النجار إلى أن الصادرات الغذائية المصرية تمكنت من التوسع في أسواق جديدة، بعدما كانت تتركز في عدد محدود من الدول، حيث تمكنت مصر من النفاذ إلى أسواق في أمريكا اللاتينية مثل جواتيمالا ونيكاراغوا والمكسيك، وهي أسواق تتطلب معايير جودة عالية.
واعتبر أن هذا النجاح يعكس ثقة متزايدة في المنتج المصري وقدرته على تلبية متطلبات هذه الأسواق بدقة، حيث أصبح المنتج الزراعي المصري متواجدًا بكميات كبيرة وآمنة في العديد من السلاسل العالمية، مما يدل على الجهود المبذولة لرفع المعايير وتطوير القدرات الإنتاجية.
وأكد النجار أن هذا التوسع لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة خطط متكاملة بدأت من الحقل وصولاً إلى التصدير المباشر، حيث يعمل القطاع على تحسين صورة المنتج المصري من خلال تعزيز الموثوقية والاستدامة، بالإضافة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوفير برامج تدريبية للشباب.
كما أشار إلى أهمية التحول الرقمي في عمليات الإنتاج والتصدير، مؤكدًا أن المستقبل أصبح أكثر وضوحًا مع دخول استثمارات حديثة ورغبة قوية من الشركات في زيادة تنافسيتها، حيث تمتلك مصر فرصة تاريخية لتعزيز وجودها على خريطة الصادرات العالمية، خاصة مع تزايد الاهتمام بالمنتجات الصحية والطازجة.
ودعا النجار الشركات للمشاركة بفعالية في برامج الجودة والتطوير ضمانًا لاستدامة النمو وفتح المزيد من الأسواق خلال السنوات المقبلة.

