استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم في المقر البابوي بالقاهرة، كريستيان كاميل، سفير الحوار بين الأديان، برفقة السفير داغ يوهلين – دانفيلت، سفير السويد لدى مصر.

وحدة الشعب المصري

خلال اللقاء، قدّم قداسة البابا لمحة ملهمة عن تاريخ مصر العريق، حيث أكد أن وحدة الشعب المصري ليست مجرد شعار بل حقيقة راسخة تشكلت عبر آلاف السنين على ضفاف النيل.

وأوضح قداسته أن المصريين عاشوا دائمًا كعائلة واحدة تجمعهم أرض واحدة ونهر واحد ومصير واحد، ومن هذا التعايش العميق وُلدت وحدتنا الوطنية التي تُعد أحد أسرار قوة الدولة المصرية عبر العصور.

كما أشار إلى أن الروابط الاجتماعية القوية التي تجمع المصريين – مسلمين ومسيحيين – لا تزال حجر الزاوية في صمود الوطن وقدرته على مواجهة التحديات بروح موحدة وإرادة مشتركة.

وأكد قداسة البابا أن دور الكنيسة القبطية لا يقتصر على الجانب الروحي فقط، بل يشمل أيضًا مسؤولية وطنية حقيقية تجاه خدمة المجتمع المصري بكل فئاته، موضحًا أن الكنيسة تقدم مشروعات وخدمات تنموية يستفيد منها جميع المصريين دون تمييز، مثل المدارس والمستشفيات القبطية التي تعكس رسالة إنسانية قوية تعبر عن محبة الوطن وأبنائه.

كما شدّد قداسته على متانة العلاقات التي تربط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكافة الكنائس والطوائف المسيحية، مؤكدًا استمرار الروابط القوية مع الكنائس البيزنطية والشرقية، في امتداد طبيعي لروح الأخوة المسيحية عبر التاريخ.

واختتم قداسته بالتأكيد على أن الكنيسة القبطية تصلّي دائمًا من أجل سلام الكنائس جميعها وسلام العالم، إيمانًا بأن رسالة المحبة والسلام هي جوهر العمل الكنسي وأساس قوة الشهادة المسيحية في كل مكان.