شهد دير سانت كاترين اليوم احتفالًا مميزًا بمناسبة ذكرى استشهاد القديسة كاترينا، وهو أحد أهم الاحتفالات الدينية التي تنظمها بطريركية الروم الأرثوذكس في مصر، حيث اجتمع الكثيرون في هذا المكان المقدس ليؤكدوا مكانته الروحية والتاريخية العريقة، ويعد الدير من أقدم الأديرة في العالم، ويجمع بين الإيمان والتراث الإنساني.
بدأت المراسم بقرع أجراس الكنيسة الكبرى، تلاها القداس الإلهي الذي ترأسه البابا سيميون مطران دير سانت كاترين، وسط حضور عدد من رهبان الدير والقساوسة اليونانيين وزوار من مختلف الدول، وقد تضمنت الاحتفالات العديد من الطقوس التي أضفت جوًا روحانيًا مميزًا، حيث تم استخراج رفات القديسة كاترينا من مدفنها وخرج موكب مهيب يتقدمه الرهبان والقساوسة، حاملين الرفات والصليب وسط دقات الأجراس والبخور.
شهد الاحتفال حضورًا رسميًا لافتًا، حيث قدم محافظ جنوب سيناء التهاني لرهبان الدير، معبرًا عن أهمية هذا الحدث في دعم السياحة الدينية، كما شارك في الطقوس سفير اليونان وسفيرة قبرص، مما يعكس العلاقات التاريخية والثقافية بين بلادهم والدير، وتبرز هذه المشاركة مكانة الدير على الساحة العالمية وتعزز الروابط الروحية بين مصر ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.
القديسة كاترينا وُلدت في الإسكندرية في القرن الثالث الميلادي، كانت تنتمي إلى عائلة أرستقراطية، اشتهرت بجمالها وثقافتها الواسعة، وعندما أعلنت إيمانها بالمسيحية تعرضت للاضطهاد، لكنها رفضت إنكار إيمانها أمام الإمبراطور، واستشهدت بقطع رأسها، وتحولت إلى رمز للشجاعة الروحية.
تأسس دير سانت كاترين في القرن السادس الميلادي بأمر من الإمبراطور جستنيان، ويقع عند سفح جبل موسى وجبل كاترين في جنوب سيناء، وهو من أقدم الأديرة العاملة في العالم دون انقطاع، ويحتوي على مكتبة تعد من أهم مكتبات المخطوطات المسيحية، ومُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
جاء احتفال هذا العام بدير سانت كاترين مميزًا بطقوسه المهيبة، ومشاركة واسعة من الحضور المحلي والدولي، مما يعكس مكانة هذا الدير العريق كرمز للسلام والإيمان والتاريخ، وتستمر هذه الذكرى في تأكيد أهمية سيناء الروحية وثراء التراث المصري الذي يجمع العالم على أرض واحدة.