تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا توتراً ملحوظاً، حيث يبدو أن الخلافات القديمة قد تحولت إلى صراعات علنية، ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى الأوضاع في أوكرانيا، والتي باتت تمثل نقطة تحول في هذه العلاقات.

استراتيجية الأمن القومي الأمريكية وتأثيرها

أعلنت الولايات المتحدة عن استراتيجية جديدة للأمن القومي، حيث جاء فيها أن القارة الأوروبية تواجه تهديدات وجودية، متهمة الحكومات الأوروبية بتقويض الديمقراطية، وهو ما أدى إلى تصعيد حدة التوترات بين الطرفين.

تصريحات ترامب وتأثيرها على أوروبا

لم يتوقف الأمر عند الاستراتيجية فحسب، بل زاد من حدة التوتر تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، الذي انتقد قادة الدول الأوروبية ووصفهم بالضعف، مما أثار ردود فعل قوية من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، حيث شعر القادة الأوروبيون بأن هذه التصريحات تمثل تهديداً لسيادتهم.

دعوات لتقوية الجيوش الأوروبية

المستشار الألماني فريدريش ميرتس اعتبر تصريحات ترامب غير مقبولة، ودعا الأوروبيين إلى تعزيز قواتهم العسكرية التي ضعفت بسبب الاعتماد الكبير على الدعم الأمريكي، في حين أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن أوروبا ستظل قوية وستدعم أوكرانيا في مواجهة التهديدات الروسية.

فرنسا تدعو للاستقلال الاستراتيجي

في رد فعل فرنسي، دعا وزير الخارجية جان نويل بارو إلى ضرورة تحقيق أوروبا لاستقلال استراتيجي، مشيراً إلى أن التصريحات الأمريكية تعكس الحاجة الملحة لذلك، معتبراً أن فرنسا كانت محقة في دعواتها السابقة.

استراتيجية أمريكية تهدف لمنع توحد أوروبا

من جانبه، انتقد مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي تصريحات ترامب، واعتبرها مناورة جيوسياسية تهدف لإبقاء أوروبا ضعيفة وغير موحدة، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الحالي.

تبدو العلاقات الأمريكية الأوروبية في أزمة غير مسبوقة، مع وجود أسئلة كثيرة حول من سيفرض إرادته في هذه الصراعات، مما يترك الجميع في حالة من الترقب حول المستقبل.