نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب في جامعة عين شمس ندوة مهمة تحت عنوان “ظاهرة أطفال الشوارع.. رؤية استشرافية لآليات المواجهة” برعاية رئيس الجامعة الدكتور محمد ضياء زين العابدين ونائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الدكتورة غادة فاروق، حيث تم الإشراف على الفعالية من قبل عميدة الكلية أ.د حنان كامل متولي ووكيلة الكلية أ.د حنان سالم.

أهمية القضية

أكدت أ.د حنان كامل متولي أن قضية أطفال الشوارع تمثل تحديًا أخلاقيًا كبيرًا يعكس مشاكل المجتمع، وأشارت إلى دور الجامعة كشريك في تقديم الحلول وليس فقط كجهة رصد، حيث أكدت على ضرورة الاهتمام بكل طفل فقد أسرته، فكل طفل يعاني هو مسؤولية المجتمع بأسره.

فهم الدوافع

أوضحت أ.د حنان سالم أن مواجهة الظاهرة تتطلب فهم دوافعها، مشيرة إلى أن وصول الأطفال إلى الشارع هو نتيجة لعدة عوامل اجتماعية واقتصادية، ويجب علينا أن نراهم كضحايا لا كعبء، حيث يحتاج كل طفل فقد بيته إلى قلب يتفهم حالته قبل أي شيء آخر.

تحليل الظاهرة

قدمت أ.د منى حافظ، أستاذ علم الاجتماع، تحليلاً دقيقًا لأبعاد الظاهرة، مشيرة إلى أن الطفل الذي يعيش في الشارع لا يولد هناك، بل يُدفع إليه نتيجة ظروف صعبة مثل العنف أو الفقر، وأكدت أن الشارع لا يربي، بل يقود الطفل إلى مسارات خطيرة، منها فقدان الثقة والانتماء.

التجارب العالمية

تناولت د. منى تجارب دول أخرى نجحت في تقليص هذه الظاهرة من خلال برامج تعتمد على الرعاية البديلة وإعادة الدمج الأسري، وشددت على أهمية دعم الطفل نفسيًا وسلوكيًا، وتدريب العاملين معه على المهارات الإنسانية قبل الفنية.

رؤية استشرافية

طرحت د. منى رؤية شاملة لبناء منظومة وقاية مبكرة تبدأ من الأسرة المهددة بالتفكك، ومن المدارس التي يمكن أن تكتشف حالات الإهمال مبكرًا، وأكدت على ضرورة الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.

اختتمت الندوة بتأكيد أهمية استمرار كلية الآداب في تناول مثل هذه القضايا، معربة عن إيمانها بأن دورها يبدأ عندما تضع الإنسان في مركز الاهتمام، وضرورة بناء الوعي كخطوة أولى نحو مجتمع أكثر عدلًا ورحمة، كما تم منح شهادة تقدير للدكتورة منى حافظ تقديرًا لإسهاماتها في خدمة المجتمع.