في خطوة غير مسبوقة، منحت السلطات السورية ترخيصاً رسمياً لمنظمة تهتم بالتراث اليهودي، وتسعى هذه المنظمة لحماية الإرث الثقافي اليهودي في سوريا واستعادة الممتلكات التي صودرت في السنوات الماضية، هذا الإعلان جاء ضمن توجه جديد يعكس رغبة الحكومة في تعزيز المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، حيث أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات أن إشهار هذه المنظمة يمثل اعترافاً رسمياً بأهمية التراث اليهودي في البلاد، كما أشارت إلى دعم الدولة لكل من يرغب في إعادة بناء المجتمع من جميع الطوائف.
تاريخ الطائفة اليهودية في سوريا
تعود جذور الطائفة اليهودية في سوريا إلى عصور قديمة، ولكن وجودها تراجع بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية نتيجة القيود التي فرضت عليها في الزمن السابق، ومع التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخراً، بدأت تظهر محاولات لإحياء هذا التراث التاريخي، حيث قال هنري حمرا، أحد مؤسسي المنظمة، إنهم يسعون لتوثيق الممتلكات اليهودية المفقودة وإعادتها لأصحابها، بالإضافة إلى حماية وترميم المواقع والمقدسات اليهودية لفتحها أمام الزوار من جميع أنحاء العالم.
تواصل مع المجتمع اليهودي
الأشهر الماضية شهدت نشاطات ملحوظة، حيث زار وفود من اليهود السوريين دمشق، والتقى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع مع وفد منهم في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يدل على انفتاح رسمي متزايد تجاه هذه الشريحة، وفي هذا السياق، أوضح معاذ مصطفى، المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، أن العمل جارٍ لتوثيق المزيد من الممتلكات التي تعود ليهود سوريين، مما يمثل خطوة هامة نحو إعادة الاعتبار لهذا التراث القيم.