في حديثه الأخير، دعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ضرورة وضع تشريعات دولية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذه التشريعات يجب أن تصدر عن الأمم المتحدة، وذلك خلال محاضرة له في الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، حيث تناول التطورات العالمية وأثرها على المنطقة العربية.
الذكاء الاصطناعي وأثره على البشرية
أشار أبو الغيط إلى أن العالم قد يشهد تحولًا كبيرًا نحو الذكاء الاصطناعي الشامل، الذي يمكن أن يحل محل الإنسان في العديد من المجالات، معتبرًا أن هذه الثورة تفوق في أهميتها اكتشاف النار أو التفجير النووي، وأكد أن هذا النوع من الذكاء سيكون أسرع من الذكاء البشري بمليون مرة، مما يعادل جميع ابتكارات الإنسانية خلال خمسة آلاف عام، محذرًا من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم في إدارة الحروب واتخاذ قرارات قد تؤدي إلى قتل البشر.
التحديات والفرص
وأضاف أنه يجب التفكير في الآثار الاجتماعية والنفسية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بفقدان الوظائف، مشددًا على أهمية الاستفادة من هذه التقنية مع ضرورة التحسب لمخاطرها، وأكد على ضرورة وجود تشريع دولي من قبل الأمم المتحدة لتنظيم هذا المجال، مبرزًا أن هناك مقاومة من الشركات الأمريكية وفكرة التشريع الدولي.
دور دول الخليج ومصر في الذكاء الاصطناعي
كما تناول أبو الغيط دور دول الخليج في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، من خلال بناء مراكز المعلومات الضخمة التي تحتاج إلى طاقة كهربائية هائلة، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك ميزة العنصر البشري، حيث أسست الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري كلية خاصة بالذكاء الاصطناعي لتخريج كوادر عالية المستوى.
القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة في الساحة الغربية بسبب ممارساتها في فلسطين، مشددًا على ضرورة أن يلعب الفلسطينيون بحكمة لتحقيق الدولة الفلسطينية، خاصة مع اقتناع الولايات المتحدة بأن الحل الوحيد هو إقامة دولة للفلسطينيين.
واختتم أبو الغيط بدعوة للحفاظ على الجامعة العربية كمنظمة إقليمية تنسق سياسات الدول العربية في مختلف المجالات، من السياسة إلى المناخ وتطوير الزراعة.

