شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية خلال تعاملات يوم الخميس، حيث أثارت مصادرة الولايات المتحدة لناقلة نفط خاضعة للعقوبات بالقرب من فنزويلا مخاوف جديدة بشأن الإمدادات النفطية، في حين استمر المستثمرون في تحليل بيانات انخفاض مخزونات النفط الأمريكية.

ارتفاع الأسعار وتأثير المصادرة

صعدت عقود برنت لشهر فبراير بنسبة 0.4% لتصل إلى 62.44 دولار للبرميل، بينما ارتفعت عقود الخام الأمريكي WTI بنسبة 0.5% لتصل إلى 58.78 دولار للبرميل، وذلك وفقًا لمصادر أمريكية مختصة في الأسواق المالية.

وأفادت تقارير إعلامية بأن ناقلة نفط تدعى “سكِبر” تم اعتراضها بالقرب من المياه الفنزويلية في عملية منسقة شملت خفر السواحل الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أهمية هذه العملية، واصفًا الناقلة بأنها “الأكبر على الإطلاق” في إطار تنفيذ العقوبات، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن صادرات فنزويلا النفطية.

تراجع المخزونات الأمريكية

كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن تراجع المخزونات التجارية من النفط الخام بمقدار 1.812 مليون برميل خلال الأسبوع، متجاوزة التوقعات التي كانت تقدر بـ1.1 مليون برميل، مما يعني أن الإمدادات لا تزال أكثر شحًا مما كان متوقعًا.

لكن في المقابل، ارتفعت مخزونات البنزين خلال الأسبوع، وهو ما يتماشى مع الانخفاض الموسمي في الطلب بعد انتهاء موسم القيادة في الخريف، كما زادت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة.

تأثير السياسة النقدية

بالتوازي مع هذه التطورات، خفّض مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل النطاق الجديد إلى 3.5–3.75%، وهو القرار الذي جاء رغم وجود انقسام بين أعضاء اللجنة، حيث عارض بعضهم هذا الخفض.

أسهم هذا القرار في إضعاف الدولار وتقليل تكاليف الاقتراض، مما يعزز التوقعات بتحسن الطلب العالمي على السلع الأساسية، بما في ذلك النفط، في الوقت الذي تظل فيه المخاطر في السوق قائمة ومتزايدة.