في خطوة جديدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم الكشف عن وثيقة “مبادئ الأمن القومي” التي تعكس رؤيته للعالم تحت شعار “أمريكا أولًا”، وتظهر هذه الوثيقة تغيرًا جذريًا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث تسعى لتقليل تدخلها في قضايا الشرق الأوسط وإسرائيل والخليج، مع التركيز على إعادة بناء العلاقات مع روسيا، وهذا الأمر قد يثير استياء بعض الحلفاء التقليديين لأمريكا، بما في ذلك إسرائيل، نظرًا لانتقادات الوثيقة للسياسات السابقة التي اتبعتها الإدارة السابقة برئاسة جو بايدن، والتي كانت تركز على دعم التحالفات ومواجهة موسكو.

تركيز أقل على الشرق الأوسط

على الرغم من جهود ترامب السابقة في القضايا المتعلقة بغزة وإيران ولبنان وسوريا واليمن، توضح الوثيقة أن هناك نية لتحويل تركيز واشنطن بعيدًا عن الشرق الأوسط، وذلك في ظل تراجع الاعتماد على النفط العربي، حيث تشير الوثيقة إلى أن محاولات الإدارات السابقة لفرض نماذج سياسية على دول الشرق الأوسط كانت “تجربة خاطئة”، وتؤكد على أهمية تشجيع الإصلاحات عندما تنمو بشكل طبيعي دون تدخل خارجي.

كما تعبر الوثيقة عن رغبة الإدارة في تحسين العلاقات مع روسيا، حيث تعتبر إنهاء الحرب في أوكرانيا مصلحة أمريكية أساسية لضمان الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة.

انتقادات لأوروبا

أحد الأجزاء المثيرة للجدل في الوثيقة هو وصفها لأوروبا بأنها “ضعيفة ومهددة بالاندثار” بسبب سياسات الهجرة وتراجع معدلات الولادة، حيث تشير الوثيقة إلى أن القارة قد تصبح “غير قابلة للتمييز خلال عشرين عامًا”، مما يثير الشكوك حول قدرتها على الاستمرار كحليف موثوق، كما تشيد الإدارة بصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، معتبرة أن نفوذها يعد “سببًا للتفاؤل”، وتدعو لتعزيز هذه التيارات في مواجهة تشريعات المناخ.

التوجه نحو الصين

تحدد الوثيقة أيضًا نهجًا أكثر تشددًا تجاه الصين، حيث تسعى الإدارة لمنع اندلاع حرب حول تايوان، مع مطالبة الحلفاء الإقليميين ببذل جهود أكبر لمواجهة الضغط الصيني، وتؤكد أن الجيش الأمريكي “لا ينبغي أن يتحمل المهمة وحده”.

انتقادات من الكونغرس

على الجانب الآخر، وصف عضو الكونغرس الديمقراطي جيسون كرو الاستراتيجية بأنها “كارثية” على مكانة الولايات المتحدة، محذرًا من أن الانسحاب من التحالفات قد يجعل العالم والأمريكيين أنفسهم أكثر عرضة للخطر، وهذا يعكس حالة من القلق بشأن مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية.