بعد سنوات من الألم والمعاناة، عادت بيت لحم هذا العام لتحتفل بعيد الميلاد وسط أجواء مليئة بالأمل، حيث أُعيد إضاءة شجرة الميلاد في ساحة المهد، لتؤكد المدينة أن النور قادر على اختراق كل ظلام، وأن روح الميلاد لا تزال حية رغم كل الصعوبات التي مرت بها.
تجمع العائلات، وابتسامات الأطفال المشرقة تحت الأضواء، والترانيم التي تتردد بين الحجارة القديمة، كلها لحظات تعيد لبيت لحم دفئها وكرامتها، وتجسد الأمل في غد أفضل.
عيد الميلاد كرمز للمقاومة
وفي هذا السياق، قال أديب جوده الحسيني، أمين مفتاح كنيسة القيامة بالقدس، إن بيت لحم التي لطالما كانت رمزاً للبساطة والرجاء، تعود لتقول للعالم إن النور قادر دوماً على شق طريقه، حتى في أحلك اللحظات، مشهد العائلات والأطفال الذين يتطلعون نحو الأضواء، والترانيم التي تعودت على الترديد بين الحجارة القديمة، كلها لحظات أعادت للمدينة دفئها القديم.
أوضح الحسيني أن الاحتفالات هذا العام ليست مجرد مظاهر فرح، بل هي فعل مقاومة إنسانية، فالمدينة التي تحمل ذاكرة الميلاد تحفظ أيضاً قدرة الإنسان على مواجهة الألم بالإيمان والرجاء، وفي كل شمعة تُضاء في بيت لحم، يلمع نوع من التحدي الهادئ، بأن روح المهد لن تنطفئ أبداً.
رسالة السلام من قلب بيت لحم
اختتم الحسيني حديثه قائلاً، هكذا يعود الميلاد إلى بيت لحم، ليس من خلال زينة ضخمة أو صخب كبير، بل بروح صادقة تبعث برسالة واحدة، أن السلام يبدأ من قلب الإنسان، وأن مدينة الميلاد ستبقى، مهما اشتدت الظروف، منارة أمل للعالم كله، فكل عام يذكرنا بأن الأمل لا يموت، وأن النور سيظل دائماً موجوداً.