في تطور مأساوي، أعلنت حكومتا تايلاند وكمبوديا عن نزوح أكثر من 500 ألف شخص من منازلهم نتيجة تجدد النزاع الحدودي، مما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة، حيث تتجاوز أعداد النازحين ما تم إجلاؤه خلال الاشتباكات السابقة هذا العام، ويؤكد الوضع الراهن على التوترات المستمرة بين البلدين الجارين في جنوب شرق آسيا.
أسباب الاشتباكات الحدودية
أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، سوراسانت كونجسيري، أن المدنيين اضطروا للفرار بسبب تهديدات وشيكة لسلامتهم، حيث تم إجلاء أكثر من 400 ألف شخص إلى ملاجئ آمنة في سبع محافظات، ويهدف هذا الإجراء إلى منع تكرار الهجمات التي استهدفت المدنيين في يوليو الماضي.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوتشياتا، إجلاء 101,229 شخصًا إلى ملاجئ آمنة ومنازل الأقارب في خمس محافظات، وتأخذ النزاعات بين البلدين منحى خطيرًا بسبب خلافات تاريخية على ترسيم الحدود التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، والتي أدت إلى اشتباكات مسلحة حول معابد تاريخية.
تدخلات دولية وتأثيرها على الوضع
تعتبر الاشتباكات الأخيرة هي الأعنف منذ يوليو الماضي، حيث أسفرت عن مقتل العشرات وتشريد حوالي 300 ألف شخص، وقد ساهم التدخل الأمريكي بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب في فرض هدنة هشة بعد تلك المواجهات، ومع ذلك، لا يزال الطرفان يتبادلان الاتهامات بشأن المسؤولية عن تجدد القتال، والذي امتد ليشمل خمس محافظات في كل من تايلاند وكمبوديا، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.

