في وقت حساس تشهد فيه الساحة السياسية والعسكرية، يبدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة جديدة من المباحثات مع قادة ومؤسسات أوروبية، حيث يهدف إلى توحيد المواقف بين بروكسل وكييف في ظل الحرب المستمرة مع روسيا، وتأتي هذه الجهود بعد انتقادات جديدة من إدارة ترامب بشأن تعامل أوكرانيا مع الاقتراحات الأميركية لإنهاء النزاع.

جدول الاجتماعات واللقاءات المرتقبة

من المقرر أن يلتقي زيلينسكي في العاصمة البلجيكية مع قادة من الاتحاد الأوروبي ومسؤولين من حلف الناتو، لمناقشة الاحتياجات الأمنية والعسكرية الملحة لأوكرانيا، وتركز المحادثات بشكل خاص على تعزيز الدفاع الجوي والدعم المالي المستدام، كما تأتي هذه اللقاءات بعد سلسلة من الاجتماعات السابقة في لندن وباريس مع قادة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث تم التأكيد على موقف أوكرانيا الثابت بعدم التنازل عن أراضيها والحفاظ على سيادتها.

ما الذي تطمح أوكرانيا لتحقيقه؟

تسعى كييف، وفق تصريحات زيلينسكي، إلى تأمين دعم أوروبي قوي لحاجاتها الدفاعية، بما في ذلك الحصول على منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للطائرات، كما تأمل في وضع آلية تمويل طويلة الأجل ضمن خطة إعادة البناء، بالاستفادة من الأصول الروسية المجمدة والموارد الأوروبية لتعويض الأضرار الناتجة عن الحرب، وعلى الصعيد السياسي، تهدف أوكرانيا إلى تنسيق مواقف أوروبية قوية ضد أي ضغوط من الولايات المتحدة أو روسيا تتعلق بالتنازلات الإقليمية.

لماذا هذا التوقيت مهم؟

تأتي هذه الزيارة في وقت تواجه فيه واشنطن، عبر رسائل من إدارة ترامب، محاولات لدفع خطة سلام تتضمن تنازلات من أوكرانيا لصالح روسيا، مما أثار مخاوف في كييف وشركائها الأوروبيين من تراجع الدعم، كما أن العمليات الروسية الأخيرة وتصعيد الضربات على المدن الأوكرانية أدت إلى تجديد الدعوات للحصول على دعم عاجل لتعزيز الدفاعات الجوية، ومع تزايد الضغوط من واشنطن، تدخل أوكرانيا في جولة أوروبية مكثفة تهدف إلى تأمين دعم أمني وسياسي واقتصادي، وبناء جبهة أوروبية موحدة تدافع عن سيادتها، وقد تشكل زيارة زيلينسكي إلى بروكسل اختبارًا حقيقيًا لتماسك أوروبا حول الملف الأوكراني، وقد تؤثر نتائجها بشكل مباشر على مسار الحرب في الأشهر المقبلة.