في خطوة تعكس أهمية التعاون الإقليمي في مجال القانون الدولي الإنساني، شاركت آنا براتس، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة، في الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية الذي يُعقد في العاصمة المصرية، بحضور عدد من الشخصيات البارزة مثل المستشار عدنان فنجري وزير العدل المصري والسفير حسين هنداوي من جامعة الدول العربية، حيث يستمر الاجتماع يومي 8 و9 ديسمبر 2025، ليجمع ممثلين عن الدول واللجان الوطنية المعنية بالقانون الدولي الإنساني.
أزمات إنسانية تتطلب التحرك السريع
أشادت براتس بالتعاون مع جامعة الدول العربية واللجنة الوطنية المصرية، مشيرة إلى أن الاجتماع يأتي في وقت حاسم، حيث يواجه العالم أزمات إنسانية متزايدة في مناطق مثل السودان وغزة وأوكرانيا، حيث يعاني المدنيون من آثار النزاعات بشكل كبير، وأكدت أن الانتهاكات المروعة التي يتعرض لها هؤلاء المدنيون تشير إلى تآكل خطير في احترام القانون الدولي الإنساني، كما اعتبرت أن استهداف العاملين في المجال الإنساني وزيادة الهجمات عليهم يعد أمرًا غير مقبول.
وأوضحت براتس أن النزاعات المسلحة أصبحت أكثر تعقيدًا، خاصة مع تزايد القتال في المناطق الحضرية وسوء استخدام التقنيات الحديثة، مما يجعل حماية المدنيين أمرًا أكثر صعوبة، وأعربت عن تقديرها للدور المهم الذي تلعبه اللجان الوطنية العربية من خلال اعتماد التشريعات اللازمة وتعزيز برامج التدريب المتعلقة بالقانون الدولي، مشددة على أن تنفيذ هذا القانون هو عملية مستمرة تتطلب جهودًا متواصلة.
المبادرة العالمية وتطلعات المستقبل
كما أثنت براتس على دعم الدول العربية لمبادرة عالمية أطلقتها اللجنة الدولية تهدف إلى تطوير توصيات عملية لتعزيز احترام القانون الدولي، وأشارت إلى أن هذه الجهود ستتوج بعقد اجتماع رفيع المستوى العام المقبل، معربة عن أملها في أن تسهم هذه المبادرة في تحسين الأوضاع على الأرض، مؤكدة أن الاجتماع الحالي يمثل منصة هامة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول العربية.
في ختام كلمتها، أعربت براتس عن شكرها لجميع المشاركين على التزامهم ودعمت جهودهم لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في مناطق النزاع، مما يبرز أهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات الإنسانية الراهنة.

