حذر المجلس النرويجي للاجئين من تدهور الوضع الإنساني في جنوب مالي، حيث يتصاعد النزاع المسلح في المناطق الزراعية مما أدى إلى نزوح آلاف الأسر وفقدانهم لمصادر رزقهم، في الوقت الذي تراجعت فيه المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مما زاد من معاناة السكان، وخاصة الأطفال والنساء، في مناطق كانت تُعتبر في السابق سلة غذاء البلاد.
تزايد النزاع وتأثيره على المجتمعات
في السنوات الماضية، كانت شمال ووسط مالي مركز الأزمة، لكن الوضع بدأ يتدهور في الجنوب، حيث شهدت البلاد تحركات مسلحة مكثفة في الربع الأخير من عام 2025، مما زاد من معاناة السكان، وفي سبتمبر، شنت جماعات مسلحة حصارًا على الوقود في العاصمة باماكو، مما أدى إلى ندرة غير مسبوقة في الوقود في الجنوب والوسط، وهو ما زاد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.
تأثير نقص المساعدات الإنسانية
تعاني مالي من تقليص حاد في التمويل المخصص للمساعدات الإنسانية، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة 18% فقط، مما يجعلها الأقل تمويلاً في أفريقيا، وقد انخفض التمويل الإجمالي المتاح من 285 مليون دولار في 2024 إلى 141 مليون دولار حتى الآن في العام الحالي، وهذا التخفيض أثر بشكل كبير على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
هناك أكثر من 2000 مدرسة مغلقة حتى نهاية أكتوبر، مما يؤثر على فرص نحو 700,000 طفل و14,000 معلم، وقد أكدت مديرة المجلس أن توفير التعليم لهؤلاء الأطفال أمر ضروري لصحتهم النفسية والاجتماعية، ولإعطائهم الأمل في مستقبل أفضل، لكن التعليم كان من أكثر القطاعات تضرراً جراء تخفيضات التمويل.
قصص من المعاناة
تحدثت دجنابا، من قرية سارِ-ما، عن معاناتهم قائلة: “جاء الناس إلى قريتنا ودمروا كل شيء، تركنا بلا شيء ووجدنا ملجأ هنا، وما زلنا نأمل في الحصول على مزيد من الدعم”، وهذا يعكس الواقع المؤلم الذي يعيشه الكثير من الأسر في مالي
وفي ختام البيان، أكدت ناتوجاشا على ضرورة إعادة إحياء التضامن الدولي مع الشعوب التي تواجه الأزمات، مشيرة إلى أن مالي على حافة الانهيار، ودعت المانحين إلى تقديم التمويل العاجل والطويل الأجل لمساعدة المجتمعات على البقاء وإعادة بناء مستقبلها.

