في خطوة مهمة، يقوم المستشار الألماني فريدريش ميرز بزيارة إسرائيل اليوم السبت، وهي الزيارة الأولى له منذ توليه المنصب، تأتي هذه الزيارة في وقت حساس حيث تحاول برلين إعادة بناء العلاقات بعد فترة من التوتر بسبب الحرب في غزة، يسعى ميرز لتأكيد دعم بلاده لإسرائيل رغم الانتقادات التي واجهتها الحكومة الألمانية في الآونة الأخيرة.

تتزامن الزيارة مع نشر منظومة “حيتس 3” الإسرائيلية في ألمانيا، وهي واحدة من أكثر الأنظمة تقدمًا في مجال اعتراض الصواريخ الباليستية، وقد حظيت هذه الخطوة بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الألمانية، حيث تعتبر خطوة استراتيجية مهمة لألمانيا في تعزيز قدرتها الدفاعية داخل القارة الأوروبية.

خلال زيارته، يلتقي ميرز برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ، مما يعد استثناءً في ظل العزلة السياسية التي يواجهها نتنياهو على الساحة الدولية، كما سيجري ميرز زيارة قصيرة إلى الأردن.

تطور العلاقات السياسية بين ألمانيا وإسرائيل

بعد وقف إطلاق النار في غزة، خففت برلين من لهجتها تجاه إسرائيل، وأعيدت دراسة حظر تصدير بعض الأسلحة، إلا أن ملف الضفة الغربية لا يزال يشكل نقطة خلاف بين الجانبين، حيث أدان حزب ميرز تصاعد العنف من المستوطنين وكرر الدعوات لوقف التوسع الاستيطاني.

كما تعرضت مراسلة قناة ARD الألمانية للاعتداء في القدس مما أثار موجة انتقادات في الإعلام الألماني، حيث اعتبرت منظمات حقوقية مثل “مراسلون بلا حدود” أن الحادث يعد محاولة ترهيب.

الصفقة الدفاعية “السهم 3”

تسلط وسائل الإعلام الألمانية الضوء على الصفقة الدفاعية الكبيرة التي تبلغ قيمتها 3.6 مليار يورو لشراء منظومة “السهم 3” الإسرائيلية، والتي تعتبر الأنسب لمواجهة التهديدات الروسية، حيث لا يوجد نظام أوروبي مشابه قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي.

تعمل ألمانيا على بناء منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات حتى عام 2030، وتهدف لنشر “السهم 3” في محيط العاصمة برلين ثم توسيع نطاقها، وأكد وزير الدفاع الألماني أن هذه المنظومة تعزز من دور ألمانيا في قلب أوروبا وتحمي شركاءها أيضًا.

تهديدات الصواريخ الروسية

تتناول التقارير الألمانية الصاروخ الروسي الجديد “أورشنيك” الذي استخدم في هجمات ضد أوكرانيا، ويصل مداه إلى 3000 كيلومتر، حيث يعتقد الخبراء أن “السهم 3” يمكنه اعتراضه في الفضاء إذا تم ربطه بشبكات استشعار أوروبية، ومع ذلك، لا تزال هناك ثغرات تحتاج برلين لسدها عبر منظومات أخرى.