تصاعدت حدة التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة بعد أن احتجزت القوات الأمريكية ناقلة نفط قرب السواحل الفنزويلية، حيث وصفت كراكاس هذا الإجراء بأنه “قرصنة بحرية صريحة” واعتداء على القوانين الدولية، ورأت الحكومة الفنزويلية في ذلك جزءًا من استراتيجية أمريكية تهدف للاستيلاء على النفط الفنزويلي، من خلال فرض عقوبات واستخدام القوة العسكرية لتنفيذها.
ردود الفعل الفنزويلية
أكدت الحكومة الفنزويلية أنها ستتابع القضية في المؤسسات الدولية المختصة، مشددة على أن السكوت عن مثل هذه الممارسات سيعطي واشنطن فرصة أكبر للتصعيد، وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت، مساء الأربعاء، أنها اعترضت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات بالقرب من المياه الفنزويلية، ورغم عدم الكشف عن تفاصيل العملية، أشارت وزارة العدل الأمريكية إلى أن السفينة كانت تُستخدم لنقل نفط محظور يأتي من فنزويلا وإيران، مما يجعلها عرضة للمصادرة والملاحقة القانونية وفقًا للقانون الأمريكي.
الموقف الأمريكي
في المقابل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن توقيف الناقلة جاء لأسباب أمنية كبيرة، مشيرًا إلى أن بلاده تعتبر هذه العمليات جزءًا من الحرب الاقتصادية ضد حكومتي فنزويلا وإيران، بينما اعتبرت فنزويلا هذه المبررات غطاءً سياسيًا يهدف إلى التضييق على اقتصادها، خاصة في ظل التوترات التي تعيشها البلاد بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، التي فاز فيها نيكولاس مادورو بولاية ثالثة وسط اتهامات واسعة بالتزوير.
تدخل كولومبيا في الأزمة
أما على صعيد كولومبيا، فقد تكررت المواقف الرافضة للاعتراف بنتائج الانتخابات الفنزويلية، حيث أكدت وزيرة الخارجية الكولومبية أن الحل الأمثل يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية في فنزويلا، تتيح إدارة مستقرة وتمنع مزيدًا من الانفلات الإقليمي، مشيرة إلى أنه إذا قرر مادورو مغادرة السلطة، فإن كولومبيا “لن يكون لديها سبب لرفض ذلك”، في تلميح لاستعداد بوغوتا لطرح مبادرات أكثر جرأة في المستقبل.
كما شددت الوزيرة على ضرورة تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وكراكاس، مؤكدة أن أي حلول يجب أن تكون جزءًا من إطار تفاوضي شامل يحافظ على الاستقرار الحدودي بين البلدين، ومع تداخل الملفات النفطية والسياسية والانتخابية، يبدو أن الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد، خصوصًا أن احتجاز الناقلة قد يتحول إلى ورقة ضغط جديدة في العلاقات الأمريكية الفنزويلية، فيما تلعب كولومبيا دورًا متزايدًا في صياغة المشهد الدبلوماسي الإقليمي.

