جاءت خطوة منح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، جائزة جديدة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول مدى حياد الفيفا في الأمور السياسية، حيث اعتبرها الكثيرون خطوة غير مبررة واستفزازية، وفي احتفال خاص، منح إنفانتينو ترامب الجائزة الأولى من نوعها تحت مسمى “جائزة السلام من الفيفا”، مشيداً بإنجازاته الدبلوماسية، وخاصة ما يعرف بـ”اتفاقيات أبراهام” التي عززت العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، حيث قال إنفانتينو: “هذا ما نتمنى أن نراه في القائد، من يهتم بالشعوب ويريد عالماً آمناً”
انتقادات واسعة
لكن الجائزة لم تمر مرور الكرام، فقد واجهت انتقادات من جماعات حقوقية ودبلوماسيين سابقين، الذين أشاروا إلى سجل ترامب في القضايا الداخلية والخارجية، بما في ذلك دعمه لإسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين، وتنفيذ عمليات عسكرية في البحر الكاريبي، بالإضافة إلى قضايا حقوق الإنسان داخل الولايات المتحدة، ووصف كريغ موخيبر، مسؤول سابق في الأمم المتحدة، الجائزة بأنها “تطور مخجل” تهدف إلى “تلميع سجل ترامب المخزي”.
كما اعتبر النقاد أن القرار يتعارض مع سياسات الفيفا السابقة التي دعت إلى الحياد السياسي، حيث كان إنفانتينو قد أكد في وقت سابق على أهمية الحفاظ على استقلالية الرياضة، وذهب الصحفي زاك لوي إلى اعتبار منح الجائزة لترامب كمنح لاعب كرة قدم جائزة لعدم ارتكابه أخطاء، في إشارة إلى سجله المثير للجدل.
آثار الجائزة على الفيفا
تأتي هذه الخطوة قبل استضافة الولايات المتحدة، بالتعاون مع المكسيك وكندا، لكأس العالم 2026، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين إنفانتينو وترامب، حيث حضر إنفانتينو مراسم توقيع هدنة غزة في مصر، من جانب آخر، أكد ترامب أن الجائزة تمثل “أحد أعظم التكريمات” التي حصل عليها، مشيراً إلى أن فترة رئاسته أنقذت ملايين الأرواح وأنه أنهى العديد من الصراعات، وهو ما أثار موجة من السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ظل هذه الظروف، طالب النقاد الفيفا بإلغاء الجائزة، مؤكدين أن السياسة الخارجية والسجل الحقوقي لترامب لا تعكس “أفعالاً استثنائية للسلام والوحدة”، وأن منح الجائزة يلحق ضرراً بسمعة الاتحاد ويجعلها في مواجهة مع قيمها المعلنة حول حياد الرياضة.

