في حديثه الأخير، أعرب وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، عن دعمه لإجراء استفتاء شعبي حول انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيمية، مشيرًا إلى أن لبنان يعيش في عصر جديد مع إسرائيل، لكن ذلك لا يعني الاستسلام لكل شروطها أو التخلي عن حل الدولتين، الذي يعتبره أساسياً لمستقبل المنطقة، واعتبر أن ما يطرحه ترامب غير قابل لتحقيقه، حيث أن مصير الضفة الغربية يشابه مصير قطاع غزة، مما يعكس واقعاً معقداً يعيشه لبنان بين ضغوط إسرائيل من جهة والجمهورية الإيرانية من جهة أخرى، والتي تحاول استخدام لبنان كأداة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
التحديات والآمال
أوضح جنبلاط أن اتفاقية الهدنة التي وُقعت عام 1949 تشكل الأساس لعلاقة لبنان بإسرائيل، متسائلاً عن جدوى القفز فوقها في ظل غياب معاني السلام لدى الجانب الإسرائيلي، كما دعا لضرورة فهم الشيخ نعيم قاسم أن الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن تستخدم لبنان لتحقيق مصالحها الخاصة، مشيراً إلى أنه سمع أن 90% من السلاح الاستراتيجي للحزب قد دمر، مما يطرح تساؤلات حول أسباب استهداف لبنان من قبل إسرائيل، وما إذا كان هناك نية لتهجير الطائفة الشيعية بالكامل.
دعوة للتفكير والتغيير
أكد جنبلاط أنه لا ينسى شهداء حزب الله الذين ضحوا من أجل لبنان، لكنه يأمل أن يتم نقاش داخلي داخل الحزب للابتعاد عن أن يصبحوا أدوات في يد إيران، وشدد على أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب، حيث يحتاج الجيش إلى 10,000 جندي إضافي ليتمكن من مواجهة التحديات الحالية، كما أبدى استغرابه من تصريحات مسؤولة أمريكية حول إنشاء منطقة اقتصادية على أنقاض لبنان أو غزة، مشيراً إلى أن هذا الأمر غير مقبول.
في سياق متصل، اعتبر جنبلاط أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بعد 54 عاماً من الحكم يمثل انتصاراً كبيراً للشعب السوري وللبنانيين، مشيراً إلى أن ما جرى هو مصير أي طاغية، مما يعكس العدالة الإلهية، كما اعتبر أن كشف مصير الآلاف من السوريين الذين دفنوا في الصحارى يعيد التأكيد على حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها المنطقة.

