في دراسة جديدة نشرت في مجلة “نيتشر”، حذر العلماء من أن غابات الأمازون المطيرة قد تتجه نحو مناخ استوائي شديد، مما قد يؤدي إلى تغيرات مناخية غير مسبوقة منذ ملايين السنين، وهذا المناخ الجديد يتميز بارتفاع درجات الحرارة وجفاف أكبر، مما يهدد بقاء العديد من الأشجار ويؤثر سلبًا على قدرة هذه الغابات على امتصاص الكربون، وهو ما يعد من أهم العوامل في محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري.
توقعات خطيرة لمستقبل الأمازون
تشير الدراسة إلى أنه إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على حالها، فإن منطقة الأمازون قد تواجه حتى 150 يومًا من الجفاف الحار سنويًا بحلول عام 2100، وهذا يشمل فترات جفاف تحدث في أشهر عادة ما تكون غزيرة بالأمطار مثل مارس وأبريل ومايو، حيث إن هذه الظروف المناخية المتطرفة لم تكن معروفة في السابق.
الآثار السلبية على الأشجار
الباحث “جيف تشامبرز” من جامعة كاليفورنيا، أوضح أن موجات الجفاف الحارة ستؤثر بشكل كبير على الأشجار، حيث ستضطر العديد منها إلى إغلاق ثغورها للحفاظ على الماء، مما يضعف قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وقد تتسبب الحرارة في تكون فقاعات في عصارة الأشجار، مما يعطل عملية نقل الماء، وهو ما يشبه الانسداد الرئوي.
الأشجار سريعة النمو ومنخفضة الكثافة ستكون الأكثر تأثرًا، مما يعني أن الغابات التي تجددت بشكل طبيعي ستعاني بشدة، وقد أظهرت الدراسة علامات تحذيرية مشابهة في مواقع متعددة، مما يدل على أن استجابة الأمازون للجفاف والحرارة قد تكون متوقعة.
عواقب وخيمة على البيئة
على الرغم من أن معدل موت الأشجار في الأمازون حاليًا يزيد قليلاً على 1%، فإن التقديرات تشير إلى أنه قد يصل إلى 1.5% بحلول عام 2100، وهذا يعني فقدان عدد هائل من الأشجار، خاصة أن المناخ الجديد سيؤدي إلى موجات حر شديدة وأعاصير قوية.
الباحثون أكدوا أن غابات الأمازون تمتص كمية من الكربون تفوق أي نظام بيئي آخر، وعندما تتعرض للإجهاد، يقل امتصاصها بشكل كبير، مما يزيد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد تواجه الغابات الأخرى مثل تلك في غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا مخاطر مماثلة إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع.
في النهاية، كل شيء يعتمد على ما نقوم به الآن، فالتغير المناخي يتطلب جهودًا جماعية للحد من الانبعاثات والحفاظ على كوكبنا.