أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الأوكرانيين يجب أن يكون لهم صوت في أي استفتاء يتعلق بالتنازلات عن الأراضي خلال مفاوضات السلام الجارية، مشددًا على أهمية أن يقرر الشعب مصيره بنفسه وليس فقط من خلال قرارات حكومية، حيث أوضح في تصريحات له أن القضايا المتعلقة بالأراضي لا تزال قيد المناقشة ضمن خطة سلام تتضمن 20 بندًا تشمل ضمانات أمنية واتفاقيات لإعادة بناء أوكرانيا، وذلك في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب مع روسيا.
التعاون الدولي والمفاوضات
أضاف زيلينسكي أن نسخة محدثة من خطة السلام تم تسليمها إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا استمرار التعاون الوثيق بين كييف وشركائها الدوليين لتحقيق تسوية قد تنهي الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، تأتي تصريحاته في وقت تشهد فيه الساحة الدولية ضغطًا دبلوماسيًا متزايدًا من واشنطن للوصول إلى اتفاق شامل قبل نهاية العام، حيث تسعى الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية وتجديد الاقتصاد الأوكراني بعد الحرب.
إشراك الشعب في القرار
ورغم ذلك، يؤكد زيلينسكي على ضرورة إشراك الشعب في هذه القرارات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسيادة الإقليمية والتنازلات المحتملة، فهذه القضايا حساسة للغاية في أوكرانيا بسبب تاريخها الطويل مع روسيا، حيث يجب احترام إرادة المواطنين بشأن مستقبل بلادهم، يأتي هذا الإعلان وسط مواقف أوروبية داعمة لزيلينسكي، بعد أن أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا حول مقترحاته لإنهاء الحرب، والتي شملت أفكارًا تتعلق بالتنازلات الإقليمية.
يشير المراقبون إلى أن إشراك المواطنين في الاستفتاء يعد خطوة ديمقراطية مهمة، لكنها قد تكون معقدة سياسيًا وقانونيًا، حيث يتطلب إعلان مثل هذا الاستفتاء توافقًا واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية، ويعكس مخاوف تاريخية عميقة تتعلق بالحدود والسيادة الوطنية، يتزامن هذا التطور مع محاولات دولية متواصلة لإنهاء الصراع الذي أسفر عن خسائر بشرية ومادية هائلة، في وقت يستمر فيه الجانب الأوكراني في دعم مبدأ عدم التنازل عن الأراضي مع سعي الوساطات الدولية لإيجاد أرضية مشتركة تؤدي إلى تسوية طويلة الأمد.