تشهد غزة أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية، حيث أعلنت مديرية الدفاع المدني أن طواقمها استقبلت أكثر من 2500 نداء استغاثة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وذلك بسبب تأثير المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة، مما زاد من تعقيد الأوضاع نتيجة للحرب والقصف المستمر، مما أدى إلى انهيار البنية التحتية في العديد من المناطق.

عائلات بلا مأوى

تؤكد المديرية أن الخيام التي لجأ إليها النازحون لا تستطيع مواجهة الظروف الجوية القاسية، مما جعل آلاف العائلات بلا مأوى حقيقي، حيث تسربت مياه الأمطار إلى الخيام وارتفع منسوب المياه في الشوارع والمخيمات العشوائية، ودعت المديرية المؤسسات الدولية إلى التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين، محذرة من تفاقم الكارثة الإنسانية في ظل انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل التدفئة.

وضع إنساني غير مسبوق

يعاني القطاع منذ عدة أشهر من أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تم تهجير مئات الآلاف من سكان شمال ووسط غزة نحو الجنوب، مما أدى إلى اكتظاظ مراكز الإيواء والخيام في مناطق غير مهيأة للتعامل مع الأمطار أو الفيضانات، كما أن الدمار الواسع في شبكات الصرف الصحي والطرق إلى جانب انقطاع الكهرباء أثر بشكل كبير على قدرة الدفاع المدني على الوصول إلى المحتاجين في الوقت المناسب.

ومع اشتداد المنخفض الجوي، تزايدت الحوادث والانهيارات الجزئية في المنازل المتضررة، كما تم تسجيل حالات اختناق وبرد شديد بين الأطفال وكبار السن، وتشير منظمات الإغاثة إلى أن القطاع يدخل مرحلة “الخطر المضاعف”، حيث تتداخل آثار الحرب مع البرد والأمطار وانعدام الخدمات الأساسية في وقت واحد.

وطالب الدفاع المدني والأجهزة الصحية بفتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الوقود والمعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ، مؤكدين أن الوضع الحالي “يفوق قدرة أي جهاز إنقاذ محلي في العالم”.

منذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة واحدة من أعنف الحروب في المنطقة، ومع فرض حصار شامل على الغذاء والدواء والوقود، تتصاعد الكارثة الإنسانية بشكل يومي، حيث تتزايد أعداد الشهداء والجرحى باستمرار.