تعيش ولاية واشنطن الأمريكية حاليًا واحدة من أسوأ موجات الفيضانات منذ عقود، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى غمر مساحات واسعة من الولاية، مما أسفر عن مشاهد مؤلمة تتضمن عمليات إنقاذ من أسطح المنازل وجسور منهارة، بينما حذرت السلطات من أن الوضع قد يتفاقم أكثر في الساعات القادمة.
إعلان حالة الطوارئ
أعلنت السلطات حالة الطوارئ في الولاية، حيث صدرت أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من السكان مع اقتراب منسوب الأنهار من مستويات قياسية، وجاءت تصريحات حاكم الولاية بوب فيرجسون لتؤكد أن ما يحدث هو “حدث استثنائي وغير مسبوق”، داعيًا الجميع إلى الالتزام بتوجيهات الإخلاء للحفاظ على سلامتهم.
أضرار الفيضانات والإجلاء
شمل الإجلاء أكثر من 78 ألف شخص في منطقة زراعية شمال مدينة سياتل، وتحديدًا في سهل نهر سكاجيت، حيث توقعت هيئة الأرصاد أن تصل ذروة الفيضانات صباح الجمعة، مما يزيد من مخاوف تفاقم الأضرار، وغمرت المياه العديد من الجسور الحيوية وتقطعت الطرق الرئيسية، بينما تسبب انهيار أرضي في إغلاق جزء من الطريق السريع رقم 90 شرق سياتل، وتداولت وسائل الإعلام صورًا لسيارات عالقة وسط الطين والمياه الراكدة، لتظهر حجم الفوضى التي تعيشها المنطقة.
جهود الإنقاذ
تدخلت فرق الطوارئ لإنقاذ العديد من السكان الذين حاصرتهم المياه في منازلهم، حيث نفذت طائرات هليكوبتر عمليات إنقاذ لعائلتين عالقتين فوق أسطح منازل غمرتها المياه بارتفاع تجاوز أربعة أمتار، وتم إغلاق مركز إطفاء في مقاطعة واتكوم بسبب ارتفاع مستوى المياه داخله إلى نحو 91 سنتيمترًا.
تغير المناخ وتأثيراته
يرى بعض الخبراء أن تغير المناخ هو أحد الأسباب الرئيسية وراء شدة الأمطار، لكن البعض الآخر يؤكد أن الربط بين الظواهر المناخية الفردية والاحتباس الحراري يتطلب مزيدًا من الدراسات، ومع ذلك، يتفق العلماء على أن تغير المناخ يزيد من تواتر العواصف والفيضانات وحرائق الغابات وموجات الجفاف.
استعدادات لمواجهة العاصفة القادمة
تستعد الولاية لوصول عاصفة جديدة أكثر غزارة بداية من يوم الأحد، مما يزيد من المخاوف بشأن تجدد الفيضانات واتساع نطاق الأضرار، في حين تستمر طواقم الإنقاذ في جهودها لحماية ما يمكن إنقاذه قبل قدوم موجة الأمطار القادمة.

