شهدت بنين فجر الأحد حدثًا مثيرًا للقلق، حيث حاول عدد من الجنود القيام بانقلاب عسكري على الرئيس باتريس تالون، لكن القوات الموالية تمكنت سريعًا من استعادة السيطرة، مما أعاد للأذهان تزايد محاولات الانقلابات في غرب إفريقيا في السنوات الأخيرة.
محاولة انقلاب عسكري
حاولت مجموعة صغيرة من الجنود، تحت قيادة الضابط باسكال تيغري، تنفيذ خطة انقلاب في الساعات الأولى من صباح السابع من ديسمبر، حيث أعلنوا عبر التلفزيون الرسمي تعليق الدستور وعزل الرئيس، لكن القوات الموالية للسلطة تحركت بسرعة لإفشال هذه المحاولة، واستعادت مباني الدولة، بما في ذلك المقر الإعلامي حيث احتُجز بعض الصحفيين.
الرئيس في مكان آمن
تزامن هذا مع انتشار شائعات حول لجوء الرئيس تالون إلى سفارة فرنسا، لكن باريس أكدت أنه في “مكان آمن”، بينما كان يتابع الأحداث من مكان محمي، واستمر تحليق المروحيات فوق العاصمة كوتونو، حيث تم تشديد الإجراءات الأمنية وطلبت السفارات الأجنبية من رعاياها البقاء في منازلهم.
أسباب التمرد والتداعيات السياسية
جاءت محاولة الانقلاب هذه في وقت حساس، حيث تستعد بنين لانتخابات رئاسية في أبريل المقبل، ورغم أن الرئيس تالون أعلن عدم ترشحه لولاية ثالثة، فإن الانتقادات لحكومته تزايدت بسبب تقييد المعارضة وغياب التعددية السياسية.
استقرار ديمقراطي هش
لطالما اعتُبرت بنين من الدول النادرة التي حافظت على استقرار ديمقراطي نسبي منذ انتهاء الحكم العسكري، لكن الانقلاب الفاشل يسلط الضوء على هشاشة هذا الاستقرار، خاصة مع تزايد الانقلابات في المنطقة، الأمر الذي أثار قلق المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي اللذين أدانا محاولة الاستيلاء على الحكم.
تحديات أمنية متزايدة
يعتبر مراقبون أن ما حدث في بنين هو جزء من موجة اضطرابات تعاني منها غرب إفريقيا، ويظهر أن هناك مخاوف من أن تتكرر مثل هذه السيناريوهات في دول أخرى إذا لم تُعالج الأزمات الأساسية في المنطقة، حيث لا تزال التحديات الأمنية والاقتصادية قائمة، مما يهدد الاستقرار في المستقبل القريب.

