وصل المستشار الألماني فريدرش ميرتس إلى تل أبيب في زيارة رسمية، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الألمانية انتقادات حادة بشأنها، خاصة بعد التصعيد في الأوضاع في غزة.

أهمية زيارة ميرتس

عند وصوله لمطار بن جوريون، أكد ميرتس أن بلاده تعتبر نجاح الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة “أولوية قصوى”، مشيراً إلى أن تثبيت وقف إطلاق النار يمكن أن يفتح الطريق لمحادثات سياسية شاملة تعيد الاستقرار إلى المنطقة.

انتقادات ألمانية متزايدة

لم تمر زيارة ميرتس بهدوء في برلين، حيث انتقد حزب اليسار الألماني هذه الزيارة، واعتبرها “خرقاً لمعايير القانون الدولي”، مشيراً إلى مذكرة توقيف دولية صدرت بحق نتنياهو بسبب تهم تتعلق بجرائم حرب، كما انتقد الحزب قرار الحكومة الألمانية استئناف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل بعد تعليقها في أغسطس 2024، واعتبر ذلك “فضيحة سياسية” تتطلب وقفة جادة من الحكومة.

تزايد الاحتقان في ألمانيا

تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الاحتقان داخل ألمانيا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تعرضت الحكومة لانتقادات شديدة بسبب دعمها العسكري لإسرائيل، رغم التحذيرات من محكمة العدل الدولية بشأن “وجود مخاطر جدية للإبادة الجماعية” في القطاع، ويعتبر البعض أن استمرار اللقاءات مع نتنياهو، رغم مذكرة التوقيف، يثير جدلاً قانونياً وأخلاقياً متزايداً، خاصة بين الأحزاب اليسارية والحقوقية.

تعتبر زيارة ميرتس بمثابة رسالة تطبيع سياسي مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، ويعكس استمرار الدعم الألماني لها في وقت يتزايد فيه الضغط على الحكومة للمطالبة بربط أي تعاون مستقبلي بالاعتراف الإسرائيلي بدولة فلسطينية مستقلة.