في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودان، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية المصري، أن مصر تبذل جهودًا كبيرة على جميع الأصعدة لإنهاء الصراع القائم في السودان، مشددًا على أن استمرار الحرب يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، جاءت هذه التصريحات خلال لقاء إعلامي على هامش قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، حيث أوضح الوزير أن مصر تتحرك بكامل قوتها السياسية والدبلوماسية من أجل وقف النزاع المسلح.
السودان في صميم السياسة الخارجية المصرية
أوضح عبد العاطي أن استقرار السودان يعتبر أحد أساسيات الأمن القومي المصري، وذلك بسبب الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع بين البلدين، مؤكدًا أن أي اضطراب في السودان يؤثر مباشرة على أمن المنطقة بأكملها، وأشار إلى أن مصر تعمل بالتعاون مع الأطراف الدولية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي النزاع ويعيد المؤسسات السودانية إلى وضعها الطبيعي.
تحديات تواجه مصر في ظل الأزمات الحدودية
يتزامن التحرك المصري في ملف السودان مع مجموعة من التحديات الإقليمية المعقدة، مثل عدم الاستقرار في ليبيا، وتداعيات الحرب في غزة، بالإضافة إلى الأزمة الإنسانية المتزايدة على الحدود الجنوبية نتيجة النزوح الكبير من السودان، وأكد الوزير أن هذه التحديات تتطلب تحركات دقيقة ومتوازنة من الدولة المصرية لحماية أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.
أرقام مقلقة حول النزوح السوداني
أظهرت بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 1.5 مليون سوداني لجأوا إلى مصر هربًا من الحرب الأهلية التي تعصف ببلادهم، مما يشكل ضغطًا إنسانيًا واقتصاديًا كبيرًا على الدولة المصرية، وأكد عبد العاطي أن مصر ستستمر في دعم الشعب السوداني رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
الحل السياسي هو السبيل الوحيد
شدد الوزير على أن الحل الأمثل للأزمة السودانية يكمن في الحوار السياسي الشامل ووقف إطلاق النار، مؤكدًا أن أي محاولة للحل العسكري لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والانقسام، وأضاف أن مصر تسعى بجد لإنهاء هذه المأساة وضمان مستقبل مشرق للسودان.

