في خطوة جديدة تعكس الوضع السياسي المتوتر في المنطقة، أعلن وزير الخارجية اللبناني يوسف راجي اليوم الأربعاء أنه رفض دعوة لزيارة إيران في الوقت الحالي، مشيراً إلى إمكانية إجراء محادثات مع الجانب الإيراني في بلد ثالث يتم الاتفاق عليه، هذا الرفض لا يعني عدم الرغبة في الحوار، بل يعكس عدم توفر الظروف الملائمة حالياً للزيارة.
يأتي هذا بعد دعوة من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي سعى إلى مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أبدى راجي استعداده لإجراء محادثات في مكان محايد، وأكد على ضرورة إقامة علاقات قائمة على الاحترام المتبادل واستقلال وسيادة كل دولة، مع ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
التحديات الداخلية والخارجية
وفي سياق حديثه، أشار راجي إلى أهمية أن تمتلك الحكومة اللبنانية الحق الحصري في حيازة الأسلحة واتخاذ قرارات السلم والحرب، في إشارة ضمنية إلى حزب الله المدعوم من إيران، الذي فقد جزءاً كبيراً من قوته السياسية عقب الضغوط المتزايدة داخلياً وخارجياً، حيث يُطالب الحزب بتسليم أسلحته ووضعها تحت سيطرة الدولة.
كما يأتي ذلك بعد زيارة علي لاريجاني، كبير مسئولي الأمن الإيراني، إلى بيروت في أغسطس الماضي، حيث حذر لبنان من الخلط بين أصدقائه وأعدائه، مما يعكس أهمية العلاقات الإقليمية وما قد تؤول إليه في المستقبل القريب، بينما يبدو أن الأوضاع السياسية في لبنان تمر بمرحلة حساسة تتطلب توازناً دقيقاً بين القوى المختلفة.